تنافست الأجناس الأدبية في العصر الحديث شأنها شأن بقية المفردات الثقافية ؛ لتخلق لنفسها مكانا يلبي حاجات المجتمع في العصر الحديث ، وقد تبوأت بعض ألوانها مكانة عليا في الصراع على البقاء والاستمرار بين أمواج بحور الثقافة التي انفتحت على المشرق العربي ، ما بين ثقافة مستوردة في ثوب غريب عنا ، وما بين ثقافة عربية تحتاج إلى من يزيل اللثام عنها ؛ ليكشف وجهها الذي ضُيعت محاسنه بسبب الإهمال ، وقلة الحيلة وضعف التمسك بالتراث النقدي العربي مع تغافل القدماء في عصور التدوين في القرن الثاني الهجري من وضع الأسس المنهجية للسير عليها في نقد الأدب ، وكشف ألوانه النقدية التي لا تخفى على نقاد العصر الحديث ، فلم يدخروا جهدا في الانقضاض على المناهج النقدية الغربية و بغرض استخدامها في إعادة قراءة التراث ، وهذا إن كان جيدا إلا أنهم لم يراعوا الاختلاف البيئي والمكاني للمذاهب والمسلمات النقدية المستوردة ، فأتت نتائج استنباطاتهم مخالفة لواقع التراث النقدي ، وذلك للعجلة في الدراسة والتقصي.